أحيانا يحتاج المرء، من أجل العيش فى وضع عسير إلى الإطمئنان إلى وجود مخرج حتى لو أنه لن يستخدمه.
كاستقالة ممكنة، ثورة محتملة، قطع علاقة، طلاق، انفصال عن العيش.
بهذا المخرج تشعر أنك حر فى عملك، فى مواطنتك، فى علاقاتك الإنسانية، فى زواجك، فى حياتك المدنية، وأنك من اخترت الوضع بملء إرادتك.
وهكذا يمكنك أن تتعاطى معه، أن تقدم له وتأخذ منه...
غير ذلك، فالأمر سيكون خارج عن قدرة التحمل، وقد ينتهي بإيجاد مخرج بشكل قسري يحطمك، كحرب أهلية، كعنف ومذابح، كخيانة وجريمة، كظلم وطغيان، كانتحار...
ولذا، قال الله تعالى، فى إثبات لقيمة "المخرج" وأنه فى بعض الأحيان يكون المالك الوحيد له وبالتالي دعاؤه فى هذه الحالة والاستجداء به يكون هو "المخرج" فى حد ذاته:
وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (سورة الإسراء، آية ٨٠).
فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (سورة الطلاق، آية ٢).
.
فاللهم، مالك المخارج والمداخل، أخرجنا من أشد الضيق إلى أوسع الفرج، وأخرجنا من حولنا إلى حولك ومن قوتنا إلى قوتك، فأنت الرحمن الرحيم.