لماذا لا يجب أن تكون البطلة بدينة؟
مجموعة قصصية لا تتجاوز المائة صفحة تقريبًا (إذا
كُنتُ أتذكر صحيحًا)، والحق أنها مثيرة للعجب!
في البدء أعتقد ألا رابط بين هذه القصص البتة، وأن
العناوين الرنانة لكل باب من الأبواب الثلاثة التي قسمتهم بناء عليها، لم تقنعني
أنها تمس ما تحتويه أبدًا!
العديد من القصص لمست جزءً ما بداخلي، ولكن مع
نهاياتها المبتورة، فقد خرجَتْ من قلبي مثلما دخلت...
فهناك مثلا قصة "البطلة لا يجب أن تكون
بدينة"، ابتسمت معها، هذه المعركة بينَ الكاتب وبين بطلي الرواية الذكريين
اللذين يعشقان البطلة البدينة، القبيحة، التي لا يراها الكاتب ترتقي لأن تكون
بطلة... يفعل الأفاعيل من أجل أنْ يقنعهما بالابتعاد، ولكنهما لا يفعلان.. حتى
تقرر البطلة نفسها بالتدخل وبأنْ تخضع لرغبات الكاتب كمَا يشاء بإيمان أنها لا
تستحق أن تكون محبوبة... لم تكن النهاية مفهومة، فأحببتها ولكن ليس كثيرًا!
هناك قصة "أحمد" والتي بصراحة رأيتُ أنها
شاعرية رومانسية زيادة عن اللزوم، فلا، الأديان ليست واحدة أيتها المؤلفة،
وبالتالي فلا يمكن غفران هذه القصة فقط بالعبارة الأخيرة "أنها تقرأ معه
القرآن ويصلي هو معها بالشموع" (تصرفت في العبارة لأني لا أتذكرها حرفيًا)..
لقد انتحرت البطلة لأنها ببساطة لم تعد قادرة على أن تقنع أهلها بعشقها المدفون
لأحمد... جارها الذي أحبته أكثر من نفسها... والحق أن الكاتبة لم توضح ماذا صار
لهذا البطل لكي تنتقي البطلة الموت لتكون بصحبته... لم توضح ذلك!
من ناحية كتابة هذه القصة، حيث تفاصيل حبهما، كانَتْ
تدغدغ قلب كل إنسان، أنها سقطَتْ في إحدى المواد لأنه كانَ يجري عملية استئصال
الزائدة الدودية، أنه كان يبتاع لها الشيكولاتة عندمَا تنجح... ولكن أيضًا، قصة
يصعب تقبلها...
هناك عشرات القصص الأخرى، والتي لم أفهمها البتة...
مثل قصة الأربعة: الرجل والمرأة وكلباهما، وكيف افترق الرجل والمرأة بينما التقى
الكلب والكلبة، لم أفهم شيئًا.. على الإطلاق...
كذلك القصة التي كانَتْ عبارة عن شخصيتين روائيتين،
هما متنافران كلما التقيا في قصة، قضَى في الأولى -إذ كان قاضيًا- عليها بأن تبقى
عارية عقابًا على جريمة ما وهي عقوبة قاسية لا تتناسب مع الجرم، ومنذ ذلك الحين
وهو يسمح لها باستغلاله كلما تواجدَا سويًا في قصة أخرى، كان من الممكن أن تكون
رائعة لولا الفلسفة والصور المجازية التي جعلتني أيضًا عاجزة عن الوصول إلى مغزاها..
هذه الفتاة التي كانَتْ تتراقص في الميدان وهي عارية،
وكانت متفاجئة أنها ليست متفاجئة من هيئتها، وأتاها فارس شاركها الرقص قبل أن
يختفي.. فلسفة مُعقدة!
أما القصص التي أعجبتني حتَى نهايتها:
ثقل... يا إلهي، ما هذه الروعة؟ هذه المرأة التي تحمل
آثام الجميع في قريتها وتكفر عنها ومع ذلك لا تشعر أن ثقل حملها يقل أبدًا، تعيش
عمرها كله لا تستطيع أن تعرف جرمها لكي تكفر عنه... يا للرهبة "الأخسرين
أعمالًا"..!
تتيانا... يا إلهي مرة أخرى؟ ما هذه القصة أيضًا؟
القرية التي يحكم رجالها على نسائها القبيحات بالموت الفوري، وعلى نسائها الجميلات
بأن يكن جواريهم اللاتي يقضين أعمارهن لمتعتهم فحسب، حتى ينقص الجمال ويذوي ثم
يقتلونهن... حتى وُلدت تتيانا، المقسومة بينَ نصف فاتن يتجلى في النساء وقبيح
يتجلى في النهار... أتاهم حكيم ونصحهم بالإبقاء عليها لأنها تمتلك جمالًا.. ولكن
وبعدمَا وصل البعض لتقديس نصفها المُبهر وتنديس نصفها المشوَّه، قتلوها بمحاولة
فصل النصفين عن بعضهما البعض.. ليهيموا مجانين بعد ذلك وقد قضوا على نموذج جميل، لا
يستطيعون معرفة الحدود الفاصلة بينَ خيرهم وشرهم.. أجل احتوَت على فلسفة ولكني
أعتقد أني فهمتها ولو قليلًا، فالحق أن جميعنا نملك الجمال والقبح، مدموجان
ببعضهما البعض حتى لا نستطيع فصلهما البتة، فلا ينبغي لأي أحد أن يقرر ألا ينال
سوى الجمال وأن يطرد كل قبيح.. لأن هكذا لن نعيش!
قصة "التركة".. حتى هذه اللحظة التي أكتب
المراجعة، أرتعش لا إراديًا حينما أتذكر تفاصيلها.. أجل، الإهانة والاستضعاف
المستمر، وتمريغ الرأس في الطين يمكن أن يفقد المرء عقله... لقد فقدَتْ باتريشيا
عقلها بكل تأكيد... والسؤال هل بإمكان الحنانِ الذي أسبغه عليها جورج أن تستعيد
آدميتها؟ نهاية القصة لديها قول في هذا الشأن، ولكني اشعر أنها لو استمرت في
صحبته، فلسوف تتعالج... في رأيي أن بحثها المطرد عنه كانَ يعني أنها بالفعل
لمسته.. ولكن شيرين لا تريد نهاية مُفرحة بالتأكيد لكي تصل إلينا الآثار السلبية
لسوء معاملة الزوج لزوجته!
مجموعة قصصية في مُجملها مُحيرة، أعطيها 2.5/5 لأني
أؤمن أن الفلسفة شيئ مُهم في الكتابة الأدبية ولكن زيادتها لدرجة ألا يفهمها سوى
الكاتب يُفقد النص رونقه للأسف...
أجل، ثلاثة قصص (ثقل وتتيانا والتركة) استطاعوا أنْ
يصنعوا أهوالًا في قلبي، ولكن مع ذلك لا أستطيع التغاضي عن أن بقية المجموعة تسببت
لي في أزمة مع عقلي: "أتفهم شيئًا يا عقلي؟"
"لا
والله"
"حسنًا،
دعنَا نذهب للقصة التالية لعلنَا نفهم"
"تفضلي
يا إنجي.."
"تفضل
أنت أولا يا عقلي"
"لا
والله ما يحصل.. اتفضلي أنتِ"
وبقيت هكذا مع عقلي لفترة طويلة حتَى بلغنَا نهاية
المجموعة!
بالفعل في بعض الأحيان إذا زادت الفلسفة والتمنطق في الأعمال الأدبية تفقد هذه الأعمال رونقها وفهمها عند المتلقي ،هي رواية أو مجموعة قصصية تطرح مواضيع بوجهة نظر ادبية ليست مراجعات أو موسوعات وفي بعض الأحيان الإسفاف ايضاً يفقد الأعمال لا يوجد سرد أو منطقية بالأحداث ،أنا اعتبر الوسطية في السرد وإعطاء القضية بعد ادبي فلسفي بسيط يستطيع القارئ فهمه ولا حتى الإسفاف والسطحية فيالطرح والعمل قائم على حوار ايضاً الغي العمل على طول هناك أعمال كثيرة في مكتبتي في أبجد في بعض الأحيان اضغط على نفسي لاكمالها ومرات كثيرة تكون في طريقها للحذف ،أنا محملة هذه المجموعة ولحد الآن ما قاريتها ،أنت باب اخر انجي لمعرفة مستوى العمل قبل قرائتها في بعض الأحيان اذهب لمنصة good
ReplyDeleteلمعرفة أراء القراء على العمل ،آسفة على الإسهاب في التعليق ❤️❤️🌹
بالعكس، أرجوكِ لا تعتذري عن أي إسهاب، كان تعليقا متميزا وأشعرني أني لست وحدي،
ReplyDeleteلا أملك إلا تأييدك وإبداء السعادة برؤيتك لي كباب لمعرفة مستوى العمل... هذه مسؤولية أرجو أن أكون على قدرها..
في الواقع أني لم أعد أخجل من القول أني لا أفهم الفلسفة الزائدة في الأعمال وأنها تفبدني استمتاعي بالعمل.. لم أعد أخجل وأقول "سيظنون أني لست عميقة كفاية" بالعكس.. كما تقولين، الوسط بعيدا عن التحذلق والسطحية يكون رائعا 🙏🏻😍