Tuesday, December 9, 2025

القراءة غير الثقافة







قرأت عبارة في العدد الثالث من سلسلة فانتازيا لدكتور أحمد خالد توفيق تصف البطلة بأنها قارئة نهمة ولكنها ليست مثقفة...
عبارة عميقة في بساطتها وتضع حاجزا منطقيا بين القراءة والثقافة.
من ناحية أولى، القراءة هي رافد واحد من روافد الثقافة المتعددة، فالمرء يكتسب ثقافته من معايشة الواقع وقضاياه، والقراءة والمعرفة المرئية والمسموعة. القراءة ليست هي المصدر الحصري للثقافة.
من ناحية ثانية، فالأمر يعتمد على نوعية المقروء، فمن يقرأ في العاطفة والسياسة، والفلسفة والمنطق والأديان والتاريخ والجغرافيا وعلم النفس والطب و و و مؤكد مختلف عمن يقرأ عاطفي وحسب. إذن فليست كل قراءة هي ثقافة.
أخيرا، الثقافة ليست مخرج حتمي للقراءة. فالثقافة هي القدرة على خلق علاقات بين المعارف التي تستقيها، علاقات سبب ونتيجة، مقارنة، مناقضة، مفارقة، تفسير، إلخ إلخ، واستخراج دروس مفيدة للسياق الزماني والمكاني من كل معرفة وكتابة حلول واقعية لقضايا إشكالية. لهذا، ليس كل من يقرأ مثقف، لأن ليس كل من يقرأ يستطيع توظيف ما يقرأه لأغراض أخرى.

No comments:

Post a Comment