Wednesday, April 29, 2020

نبذة عن الموت الرحيم







"الموت الرحيم"، هذا الموضوع منذ البداية وهو يثيرني ويشحذ أفكاري نحو التفكير المعمق. مقال[1] مكتوب بطريقة تشويقية وبالفعل أستوعب أن 'باكون' يكون من أنصاره فى ظل نضاله من أجل حماية وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان. يمكن النظر الي هذا المقال باعتباره افتتاحية مختصرة لموضوع من أشد الموضوعات حساسية. ومن هذا المنطلق، فلا أريد الانسياق وراء انتقاد أنه موجز للغاية، وقام بسرد حجج الفريق المؤيد بغزارة نسبية مقارنة بسرده لحجج الفريق المعادي.
هناك الكثير من الأعمال السينمائية التي عبرت عن هذه المعضلة مثل "Just like Heaven"، و"Me before You"، و"Guzaarich". وبينما حسَمَ الأول فيهما المعضلة ضدَّ الموت الرحيم، فالثاني والثالث استسلما له. والمسألة تتوارث تعقيدها من تعلقها بالمعتقدات الدينية. فكلما كنت مؤمنا بالله، بت أكثر اقتناعا بأن الحياة الإنسانية أمانة فى بيد البشر، عليهم الحفاظ عليها والتأقلم مع الظروف الصحية المخلوقة عليه، والتسليم بأن مهما نزلت عليها المعاناة واعتورتها المصائب، فالتعويض موجود لا محالة فى الآخرة. والعكس صحيح أيضا.
قرأت منشورا على الفايسبوك يتحدث عن أن الأكثر سهولة هو إيجاد شخص مستعد أن يموت، على أن تعثر عمن يتطوع لتحمل الألم. وهذا حقيقي. فالألم شعور مستفز لكل جسدك وقادر على امتصاص لحظات سعادتك وإيمانك. ومن هنا يأتي التحدي الحقيقي والاختبار الحقيقي: تحمل الألم مع إلغاء اختيار الانتحار. فمع إلغاء هذا الاختيار، يصبح على الإنسان أن يواجه بكل شجاعة مصيره، وكلما استطاع استخراج الحكمة من وضعه وصبر ورضي، كانت جائزته كبرى عند ربه. أما لو ترك الانتحار اختيارا، لما بقى على الأرض واحد، وبذلك تنتفي ضرورة الحياة وضاع مغزاها. هذا بالنسبة للدين 'الإسلامي' -الذي لا أستطيع الإفتاء فى غيره-.
لا أريد أن أبدو متحيزة لحزب على الآخر، لكن المعضلة لن تحل بالحجج الواقعية والطبية فقط، بل الدينية. وهذا ما يجعلها معضلة دينية بالأساس.
أرجو الشفاء لكل مريض، وأشعر أني ما زلت أملك المزيد لأقوله لولا أني لا أستطيع بلورة أفكاري بالصورة الكاملة حاليا.



[1] ياسمين موسى، "ايثونيجيا: كلمة لم أسمعها من قبل"، جريدة النخبة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، العدد ١٠، أغسطس ٢٠١٩، ص ٧

No comments:

Post a Comment