رحلة السمان (رواية لسحر توفيق):
ملحوظة: المراجعة بها حرق، فوُجِبَ التنويه:
.
.
.
.
.
السمان، إنه يبدأ حياته ثم يطوف من الشمال للجنوب ثم يعود لعشه
من جديد... لكن ماذا لو أن الإنسان بينما يعود إلى عشه، لم يجده ووجد مكانه حطاما،
وخرابا، وتشوها؟
فأين له أن يستقر آنذاك؟ ومن يضمن له القدرة على بناء عش جديد
ووطن جديد؟
بالطبع خلقنا الله عز وجل وأعطانا القدرة على التكيف، على ألا
يكون الموت هو البديل الوحيد للوطن. لم يأمرنا الله بالاكتئاب ولا اليأس من روحه،
وإنما العزيمة على الانكسار ثم الالتئام من جديد...
فى الرواية كان الموت هو الحل الرئيسي لحمد، بطل الرواية، حتى
لو أنه لم يقدم عليه... إنه انتظره، وهذا كان كافيا...
الرواية عن منطقة نزلة السمان، حكايات وحواديت تذكرنا بحكايات
ثلاثية نجيب محفوظ، بين الحياة والموت تكمن الرحلة....
عبده الفخراني، هذا الصعيدي طيب القلب، الأصيل، البسيط، الذي
نال أجمل ما كان يتوقع لأن نيته كانت صافية وأحب زوجته... كان قطب الأصدقاء ومسند
المحتاجين...
مجدي، هذا السويسي الذي افتقد وطنه بسبب الحرب، وتهدم بيته
ليضطر الذهاب لبيت آخر فى النزلة، لقد أحب زوجته، هذه الساذجة طيبة القلب، أحبها
حتى لو أنه لا يدرك ذلك... فمن أجلها طلق امرأتين أخرتين.. أشفقت عليه الحمل
الثقيل مع أبنائه الأربعة ووفاة أمهم صغراء، ثم خلق حميه القاسي، مع ذلك فقد نجا،
أجل، لقد نجا...
حمد وهو البطل الرئيسي، ابن تاجر الآثار، الذي يخادع نفسه. فى
الحقيقة هو لم يحب أحدا، لا نعمة ولا ليلي ولا روزا. أصلا روزا أيضا لم تحبه ولم
تحب مصر، حياته كانت كتلة من الخداع، حينما أزيل، عرف أن حياته لم تكن هناك أصلا،
لقد زالت حياته المثالية التي كان يظنها، ولم يعد له وطن سوى الموت. شخصية غريبة
ومأسوية بامتياز، وكانت النهاية أسطورية بحق!
يوسف وأميمة، لا أعرف مغزى الكاتبة من هذين الشخصين أبدا،
وأعتبرهما نقطة ضعف الرواية الرئيسية، شخصيتين بلا هوية ولا دين، إنما لا يحبان
بعض أصلا، فما هذا الحب الذي به ضرب وصفع وركل!!
فرحت حينما انتحر يوسف لأنها النهاية التي يستحقها، شخص بائس
عديم الرحمة وعديم الحياء وعديم الأمل، كانت نهايته...
خميس، حزنت له جدا، لقد ضاع عقله تماما، وهذا نموذج مسكين رجل
وحيد لم يجد أنيسا...!
الأستاذ عبد الستار، رجل شريد مثالي فى هذه الدنيا، لا أحب
الشخصيات مثل هذه، التي ليس لها حياة ويطوف فى أحلامه، لا بأس بالجمع بين الأحلام
والزواج والحياة الاجتماعية...
طبعا لا أؤمن بالحضرة وما إلى ذلك... وليس له أهمية فى
الرواية... أيضا انزعجت لأسلوب الذهاب والإياب فى ترتيب أحداث الرواية، الرواية
مشتتة جدا فيما يخص الزمن خصوصا فى بدايتها...
رواية غريبة، لا أستطيع القول أنها أعجبتني، لكن على الأقل
أرتني جانبا آخر من الحياة وسجلت تطورات عدة فى شارع الهرم ونزلة السمان، فهي يمكن
أن تكون رواية تسجيلية....
No comments:
Post a Comment