سنترال بارك (رواية لغيوم ميسو):
تحذير بالحرق
.
.
.
.
.
فى الواقع، إنَّ هذه الرواية لا يمكن كتابة مراجعة عنهَا سوَى
من خلال حرق أحداثها،
لا أنكر أن طيلة ثلثيها الأوليين وأنا مشدودة إلى الكتاب، أريد
أن ألتهم السطور وصولًا إلى حلِّ هذا اللغز الذي أربكني،
لكن... لا أعرف لماذا شعرت أنها فكرة عادية بعض الشىء، ذكرتني
برواية "جزيرة شاتير" والتي تحولت لفيلم أسطوري بطولة ليناردو ديكابيرو،
كذلك السيناريو كانَ شديد التعقيد بحيث كان يحتاج للمزيد من
الضبط والوقت.
مع ذلك، لا أستطيع إلا أن أحبَّ دفء الرواية ودفء جابريال كوين
ودفء أليس شافر،
الفتاة عاشَتْ طيلة عمرها فى معاناة حقيقية ما بين كراهية أمها
وأخويها لها وسخريتهم لها على الدوام، وما بين ابتعاد الأب وانكساره كقدوة فى
عينيها وهي التي عاشَتْ تحتذي به وتفخر به وتنادي به وبمبادئه، عملها شديد
الصعوبة، تعاني من أمراض ترهقها أغلب الوقت،
أحبَّتْ حبًا غير عاديًا لولا جرأتها ما حصلت عليه، ولكنه كان
قصير الأمد حوالي سنة واحدة أو أكثر قليلًا.
وانتهى متمزقًا بأبشع التمزقات. طبعا تعلمت من تجربتها ألا
تخاطر بمفردها فى شىء مرعب كهذا، لم يكن ليحدث شيئًا لو أنها تواصلت مع فرقتها
ليوافوها ويقبضوا على إريك فوجن سويًا. كيف لها أن تكون بهذا الغرور وهي أصلا
متعبة تعب الحمل، أن تتحمل مثل هذه المجازفة.
ما زلت أتخيل حياتها مع بول بعد هذه الحادثة، كان الأمر ليصير
مأسويًا لأنه حتى لو سامحها، فهي لن تستطيع أبدًا أن تسامحه.
مع ذلك، أعرف أنها كانت مسكينة، وأنها لم تكن شديدة الأنانية،
وتستحق فرصة!
فرحت أن أباها قتل إريك فوجن، فقد استحقَّ هذه النهاية الشنيعة
وهي خير اقتصاص لما فعله فى ابنته وفى بنات كثيرات،
تألم قلبي لمرضها بالألزهايمر!
فى الواقع هذا المرض على وجه التحديد يخيفني؛ أن تتوارى ذكرياتك
وتتساقط الواحدة تلو الأخرى تساقط الجنود والأسلحة فى لعبة الشطرنج حتى تصير
الساحة فارغة.
أجل، الحمدلله أن غابريال كوين سيظل بجانبها، ومن يعلم، لعلها
بالفعل تعيش ثلاثين أو أربعين سنة إضافية،
فى هذا العالم لا نعرف مقدار أثر يوم واحد إضافى نعيشه،
لعلها تكون نجمة أمل، لعلها تصبح أمًا لذرية صالحة، لعلها تكون
مؤلفة تهدي العديدين لصراط مستقيم،
يكفى أنها ستعطي أملا لغابريال فى قضية ابنه،
رواية رقيقة لكنها كانت متوقعة نوعًا ما، أي لم أذهل منها،
مرت مرورًا كريمًا، أحببتها إلا أني أحببت رواية
"وبعد" أكثر منها....!
ربما حتى الآن سأرتب محبتي لرواياته الثلاثة التي قرأتها على
هذا النحو:
1- وبعد
2- سنترال بارك
3- انقذني
وفى انتظار أن تطول اللائحة بإذن الله
تقييم: ⭐⭐⭐⭐
No comments:
Post a Comment