الدكتورة هناء.... لريم بسيوني
رواية غريبة لكني لم أكرهها...
هي أولى محطاتي مع ريم البسيوني ولا أعلم أن كان سيتكرر اللقاء
مرة أخرى أم لا.....
الجميل فى الرواية أن الشخصيات واقعية، ليست مثالية ولم تأت من
فراغ...
دكتورة هناء امرأة طيبة القلب، حنونة، عادلة، محبة، ضعيفة وهشة،
والحق أنها تربت تربية مدللة وصارمة فى الوقت ذاته، ثم أبدت مشاعرها مرة مع رامي،
قبل أن يصدمها بل يصفعها بقمة القسوة بكلمة "لا أنت لا تجرؤين على
الحلم"... وهكذا جردها من أحلامها ولم يُبق لها إلا الواقع البائس بكل عمليته
وحيادته...
رغبتها فى فقدان العذرية جاء نتيجة تفكير عقلي ومنطقي، وقد
اعتادت على العقلانية والمنطق فى كل شىء، فى الواقع صراحتها ووضوح نواياها دائما
هو انعكاس للنظرية الفيزيائية أن أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم...
خالد من الناحية الأخرى، نابع من بيئة مظلمة الطغيان والكلمة
الأولى والأخيرة للرجل، هكذا تنشأ وعلمته أمه وأخته اللتين هما نتاج لهذه البئية
الشاهدة على الغلبة الذكورية...
تصادم خالد وهناء كان دائما، وخاطفًا وبلا حل... صدقًا حتى
نهاية الرواية لا أعرف من الصائب ومن المخطىء... كل منهما أصاب فى أمور أو على
الأقل فعل سلوكيات تبررها عقدهم وآلامهم، وأخطأ فى أخرى...
ريم تركتنا فى سؤال وهو فيم أذنبت هناء؟
والحق أن على الرغم من أنها -هناء- كانت تسعى للحق والجمال،
فالبلاد صارت فاسدة لدرجة أن طموحاتها تلك باتت فى أعين جميع الشخصيات الأخرى هراء
ومثالية مبالغ فيها وغطرسة لا بد من قمعها...
لا أعرف حل الرواية، ولا مصير علاقتهما وأيهما سيتنازل للآخر فى
النهاية، ولكن يكفيني أنها جعلتني أفكر فى حال البلاد عمومًا....
رواية غريبة، صادمة، جدلية ونقدية وتستحق وقفة!
No comments:
Post a Comment