أعمال درامية وفنية أجمع الكثيرون على حبها، بينما لم تنل
إعجابي البتة،
فقرة (١): فيلم "مصارعة/Dangel"
الفيلم من بطولة الفنان الهندي عامر خان والذي له باع طويل
مع الافلام ذات الرسائل الفلسفية والتربوية مثل (مثل النجوم على الأرض) و(البلهاء
الثلاثة) و(السكران).
ولكن هذا الفيلم الذي أعنيه وهو فيلم مصارعة، ورغم حصده
لارباح طائلة مم أنحاء العالم إلى آهره، لم أره سوى كتلة من.... الهراء!
لا أتذكر الأسماء لبعد الوقت بيني وبين مشاهدته، إذ استطعت
الفرجة عليه منذ أربعة سنوات مثلا...
الأب الغاضب طيلة الوقت، العصبي، الذي لا يستطيع أحد أن
يجادله، الذي اسودت سحنته كلما عرف انه أنجب فتاة من الفتيات، الذي انكسر وبقى
مكسورًا مذ فقد حلمه في أن يكون مصارعًا...
هذا الرجل لم يبدأ في الالتفات لبناته الجميلات، ذوات
الضفائر السوداء السميكة، والوجوه المستبشرة الأنثوية العذبة، إلا حينما عثر على
اثنتين منهما قويتين في الضرب والمصارعة!
وجدهما أداتين جديدتين لكي يستعيد فرصته في الحصول على حلمه
الضائع برياضة المصارعة!
أليس الأمر أشبه بالقواد الذي عثر على دجاجتين يبيضان له
الذهب؟
ما علينا، لنكمل!
هكذا، بدلا من أن يعمل على الحفاظ على جسديهما النسائيين
وسمات رقتهما البديعة، سارع لحلق رؤوسهن، وإلباسهما أثواب الرجال والفتيان، أخذهما
في المسابقة وراء الأخرى في القرية، تصارعان رجالا لا نساء، يشاهدهما عشرات
المتفرجين الذكور،
وهو جالس سعيد بأن "حلمه هو" يتحقق من خلالهما!
لم يفكر لحظة في سمعتهما كفتيات في مجتمع ريفي متزمت، فرصهما
في ارتباط جيد ضاعت للأبد!
لم يفكر لحظة في استكشاف سبب طاعتهما له، وأنه قد يكون حبهما
الشديد له والخوف من عودة غلظته معهما ومع أمهما وأخواتهما. لم يفكر في أنه يغير
من خلقتهما ومن صفاتهما الجسدية والنفسية.
وبعدما شبتا وهما ما تزالان بسمت الرجال والرؤوس المحلوقة
والأجساد العضلية والملامح التي بدأت تطغى عليها الرجولة، تأهلت إحداهما لمسابقة
أكبر صيتا...
وبدلا من ان تتدرب، استجابت لنداء الطبيعة مع صديقة تضج
بالأنوثة، صادقتها وأرادت العودة لأنوثتها وأن تعيش حياة النساء الطبيعيات، تلبس
فسانين وتخرج وتشاهد الحياة!
فإذ بالأب كالمرصاد، يلعنها ويخاصمها وينزل لعناته عليها
كسفا، لقد أجرمت -في نظره- بابتعادها عن 'حلمه' هو وعن هيئة الرجال التي ألزمها هو
بها... يا إلهي إنها تريد إطلاق الأنثى بداخلها... الويل لها!
ثم يستمر الفيلم بعودة الابنة لرحل أبيها معتذرة ومتذللة... وجاء اختبارها أنه حُبس في مكان ضيق قبل
مصارعتها النهائية، وكان عليها أن تطبق تعليماته غيبيا.. وهكذا نجحت وتوجت بطلة
العالم وهو سعيد وفخور بها!
هذا فيلم غاية في السوء، وأراهنكم أن بسبب هذا الرجل، فهاتان
الفتاتان فقدتا هويتهما الجنسية ولا أستبعد البتة لو صارت ميولهما شا/ذة فيما بعد
وتفشل علاقاتهما بالجنس الآخر. ثم من قال أن المصارعة كانت حلمهما؟ أين مناصرو
التربية الإيجابية أن الآباء لا ينبغي أن يحاولوا تحقيق أحلامهم التي لم يفلحوا في
الإيتان بها، في أبنائهم؟
ثم ما هذا الأب الجهم المتجبر الذي لا يفهم القدر وتدابيره
ولا يقدر قيمة بناته ويفرض عليهن هذه العيشة البائسة لكي يشعر بالفخر والسعادة؟
الفيلم بشع في رسائله التي لم ألتقط سوى قذارتها:
عيشي لترضي أبيك صعب الإرضاء حتى لو فقدتي حياتك وهويتك
الجنسية وعلاقتك الزوجية وأمومتك (لأنهن لن يتمكنّ من الزواج بالطبع) وأحلامك...
فما هذا الفيلم بالضبط وكيف خرج للنور حتى لو أنه مبني على
قصة حقيقية؟ أب يستدعي الرجم والموت وليس الثناء والتبجيل!
لم يعجبني البتة..
No comments:
Post a Comment