Wednesday, May 15, 2024

فراش فرويد امتلأ ضجيجًا

 





اضطررت لإنقاص هذه النجمة بسبب جرأة الكاتبة والتي لا أنتقدها من منطلق أعراف وتقاليد أخشاها بقدر ما هو إيمان بتعاليم دين إسلامى يحض على الحياء سواء عند الرجل والمرأة لتنتظم العلاقات الإنسانية وتبتعد عن مكامن الشهوة التي إذا قادت المجتمعات، أوصلتها للفجور الذي بالضبط هو ما يصبو إليه الشيطان فى رهانه الأزلى مع خالقه. 

أما باقي النجوم، فمن أجل الفكرة التي رأيتها مميزة جدا، والتي ألخصها فى أن العبادة بلا محبة، لا بد من أن تؤدى لكره للإله الذي نعبده. والإسلام دين يؤكد الله فيه الاختيار حتى يحاسب كل فرد على ما جنته يداه بكل العدل والإنصاف. 

نورا، عاشت جبانة، ضعيفة، ترسمها تقاليد وأعراف تخلو من الإيمان الحقيقي والتقوى، ولا ألومها بقدر ما ألوم أبويها المشمئزين. لم يعلما ابنيهما حب الله، فنشأ الفتى لا يعرف حدوده، متنبلًا كتنابلة السلطان، مزدوج المعايير، ونشأت البنت لا تعترف بأنوثتها وتخجل منها وتضطر لاقتراف الأخطاء سواء مصادقة "عاهرة" أو شرب الويسكي أو ممارسة العادة السرية بكل الحرية ما دامت فى الخفاء. 

أجل، لم أحب شخصية مريم، وهي بالفعل عاهرة، فالحب لا يكون جنسا وحسب، وإنما مسئولية وتقدير ومودة ورحمة. وها قد وجدتها فى شريف ولو أنه أمر خيالي أن يسامحها على عهرها. وقبل أن تقول الكاتبة أني أتحزب للرجل، فأنا لا أقبل العلاقات العاهرة للرجل أو للمرأة وجميعها يقع فى نطاق الزنا المنهيين عنه. 

طبعا قدرت فى النهاية من كلام زياد لنورا حول مكمن الحب ومكمن الشهوة، أن الكاتبة تنتصر للحب العذري الذي يحترم أنوثة المرأة ورجولة الرجل، لكن الجرأة كانت مكثفة خصوصا فى شخصية مريم. 

أحببت زياد وخشيت أن يكون وهمًا، وغضبت من نورا لجرحها له، بالفعل هي التي خذلته وليس العكس. لم بكن أبواها ليقولا شيئا إذا تحدتهما بأنه رجل محترم ولا يهم الإنجاب. الحب مسئولية كما ذكرت، ولهذا لم تكن علاقة مريم وإلهامي أو مريم ومحسن حبا، بل عهرا، استحقت أن تعامل فيهما كبائعة هوى بلا مشاعر (ولا أعفي الرجلين عن المسئولية). 

الشخص الحر هو الذي يمتلك الخيار بين الصواب والخطأ ويتحمل تبعته. والإسلام دين الأحرار لو يعلمون لا يمارسه سوى كل حر حتى يُجازى بعدل وبقسط. لم تكن نورا حرة أبدا، ولهذا توجهت للكتابة عن الجنس وإن تجلت القيود فى خوفها من نشر ما تكتبه. 

أحببت النهاية الرمزية أن قدرتها على كتابة اسمها على الرواية يعني انها ستتمكن من استعادة زياد. وإن كنت أرى أن الكتابة الإباحية عموما لا تعنى الحرية وإنما الحض على رذائل يرفضها الدين ولا أهتم بالمجتمع مزدوج المعايير البالي. 

تفاصيل لقاءات نورا وزياد كانت دافئة وجميلة، كذلك الحوار المستمر على فراش فرويد كان حيويا وان خفت أن تكون مرضت وتحدث شبحا تراه. 

وأيضا أحب للكاتبة لو تستمع لكتاب يوميات نص الليل لمصطفى محمود، ففيه نقد لاذع لنظريات فرويد الذي يرة العالم يدور حول الاشتهاء والرغبات الجنسية زهو ما لبس حقيقيا سوى في مرحلة المراهقة فحسب. 

أخسرا، كانت الرواية من أوائل قراءات المعرض، فلها مكانة خاصة وحقا أحب الكاتبة ولكن جرأتها فى الألفاظ لا أرى أنها ستخدمها فيما بعد.

No comments:

Post a Comment