Thursday, May 16, 2024

وادي الذئاب المنسية

 






** spoiler alert ** 

مغامرة جديدة بدأتْ بأسلوب مُختلف كعادة عمرو عبد الحميد،
هذه المرة يبدأ الأمر فى عصر قديم، حيث قرية كفر فوريك فى عصر الهجَّانة، مع شخصية موسى، والذي كانَ طفلًا صغيرًا يكبر ويريد الفرار من هذه القرية الزراعية إلى بلاد أجنبية، وذلك حتَى يأتي يوم يسيطر الهجَّانة على القرية ويقتلون رجالًا كُثر، وفى اليوم التالي يختفونَ اختفاءً كُليًا غير مفهوم حتى يحدثُ أن يذهب موسى إلى طاحونة القرية، وهنالك يجد الأشلاء تتناثر منها على ضوء القمر، وقبل أنْ يأتي بأي حركة يداهمه ذئبٌ يقتله، فيصاب مُوسى بمس جنوني يلازمه حتى الموت،
ثم نعود لخالد الحسيني وقد مرَّت أعوام طوال منذ المغامرتين الأخيرتين، وباتَ أبًا مسئولًا وزوجته أمًا مسئولة لابنهما الصغير يامن صاحب الثمان سنوات،
والذي يحدث أن ينشر صورة فوتغرافية لأبيه وجدِّه يظهر فيها موسى المجنون حاملًا الذئب المقتول، والتي تشاهدها مروة العالمة باحثة الدكتوراه فترغب فى الوصول لرفات الذئب لاستكمال أبحاثها،
يخشى خالد اكتشاف نفق فوريك، فيسرق الرفات قبل وصول الباحثة، ولكنه لم يعرف أنه أحضر لعنة حقيقية لبسَتْ ابنه يامن المسكين والذي قضى أربعة أشهر كالجحيم، يرقد مساءً فى حوض الاستحمام لينجو من الحُمى.
تتوالى الأحداث ثم ننتقل إلى نوح وناي، وحكايتهما،
فى الحقيقة، لدَى عمرو عبد الحميد خيال خصب لا يمكن لأحدٍ أن ينافسه فيه بالطبع، فيكفى هذا الترابط الشديد فى حكاية خالد وموسى ونوح وناي، ثم ظهور العزيز الملك تميم فى هذه الحرب القاضية التي يستعدون لها ضد الذئاب المستيقظة من الموت، والملديين المساكين.
إلا أنى أراه معيبًا فى بعض الأجزاء التي جعلته بالنسبة إليَّ فى مرتبة أقل من مرتبتي الجزئين الماضيين.
فأولا، استطال الكاتب فى حكاية نوح وناي، والتي رغمَ أنها أعجبتني بالتفاصيل الطبية الدقيقة التي استعان بها الكاتب فى إيضاح كيف برع نوح فى الطب حتى بات بمقدوره إصلاح قلب ممزق. أربعة أعوام قضاها هذا الشاب فى حبِّهِ الميئوس منه لدرجة أنه قتل أباه، ولكنها أخذَتْ مساحة كبيرة من الجزء. فى الحقيقة القصة ممتازة ورقيقة، ولكن الجزء الأساسى فى الرواية ألا وهي الحرب الأخيرة، لم تأخذ حقها فى العمل.
كما أن جزء إصلاح الماضى قبل أن يحدث، بعودة خالد إلى فترة موسَى والهجَّانة، طبعًا تمت بمهارة ولكن بها بعض السقطات. فمثلما نست مُنى ويامن ما جرى، ومثلما اختفت ناي الملدية، فلماذا لم تختفِ آثار الحرب جميعها؟ لماذا ظل الملك تميم موجودًا فى وادي الذئاب المنسية؟ وماذا عن مروة؟ لماذا هي تتذكر كل ما جرى معها؟ ألم يكن من المفترض أنها لم تعد موجودة؟

مع ذلك، فالجزء بالطبع أعطيه 9 من 10، أي أني ما زلتُ معجبة به وبحبكته، ولكنه لم يندمج فى خيالي كما الجزئين السابقين.
تجربة مميزة أخرى ومؤكد سأنتقل إلى أعماله الأخرى...

No comments:

Post a Comment