هذه هي المرة الأولى التي أقرأ فيها لمحمد حمد كمال، ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة.
ميزة الكتاب أنه ليس متخصصًا فى منطقة معينة، وإنما تنوَّعَتْ الكتابة ما بينَ سفاحين فى الولايات المتحدة وفى أوروبا وفى أمريكا اللاتينية والصين ثم الدخول إلى قسم السفاحين العرب سواء من مصر أو من لبنان أو المغرب أو العراق أو الأردن أو اليمن.
بالطبع كانَ هناك بعض الأخطاء فى التصنيف خصوصا فى جزء السفَّاحَات بحيث لم يكن من الواضح أسباب التصنيف الذي يدفع بالكاتب إلى تكرار سفاحة تدعى إلين مرتين، أو وضع ريا وسكينة فى جزء السفاحين العرب وليس السفَّاحات.
هناك خطأ فى التصنيف. أيضا هناك نوع من عدم السمترية فى الكتابة إذ أنَّ بعض السفاحين أسهب الكاتب فى الحديث عن الجرائم التي ارتكبوها وكيفية إلقاء القبض عليهم وبعضهم كان يتم ذكرهم باختصار شديد مُخل فى بعض الأحيان.
أعجبني تنوع السفَّاحين ما بينَ سيدات عملنَ فى معسكرات النازية، والقائد الأفريقي الأوسطى الذي قتل الأطفال الذين احتجوا على أسعار الملابس المدرسية، والسفاحين من قادة المافيا فى أمريكا اللاتينية وإيطاليا، وسفاحين الصعيد الذين أسموا أنفسهم فى الغالب باسم الخُط ودخل ضمنهم من قتلوا لصالح الثأر.
بعض السفاحين بدأوا كقتلة مأجورين أو كسارقين وهجَّامين ثم انقلبوا إلى قتلة باللذة، وهذا هو الأخطر على الإطلاق.
كمية السفاحين الذين شهد أنهم بالفعل قتلة ثم أطلق سراحهم لسبب أو بآخر مهولة وجعلتني أشعر بالقهر إذ أنهم لم يخرجوا سوى ليرتكبوا المزيد من الجرائم الشنيعة.
فكرة أن يكون الضحايا من الأطفال تكررت بشكل يثير الغثيان، وكذلك أولئك الذين يأكلون لحم البشر ويستطعمون مذاقه. مسألة قتل العاهرات خطيرة أيضا. فمثلا هذا القاتل الإيراني الذي يرى أنه يطهر البلاد من الغانيات فكره خطير وقد أورثه لابنه، فليس من حق أحد أن ينهى حياة شخص آخر ويقطع الأمل فى توبته.
ذكر سفاح المعادي وريا وسكينة والتوربيني وغيرهم من السفاحين المصريين جاء موفقًا جدًا.
منذ زمن وأنا مُهتمة بالجرائم الحقيقية والسفاحين وأتساءل حقا عن هذا الخلل النفسي والعضوي الذي يجعل شخص يقتل آخر ثم يعذبه أو يغتصبه أو يأكله، بالفعل لا يوجد سبب موحد لذلك الخلل. ولو أني أفرح كثيرا بإعدام كل من يفعل ذلك. فعدد الضحايا يكون فى كل مرة هائلًا ومفزعًا. فمثلا سفاحوا هذا الكتاب بلغ عدد ضحاياهم إلى عشرة آلاف شخص مثلا وربما يزيد. ثمَّ ما هذه الممرضة التي تقتل مرضاها حينما يزعجونها بطلباتهم أو من أجل ملاقاة عشيقها. هذه أمور تعطل العقل بالفعل.
كتاب ممتاز، ربما فقط كان يلزمه تحضير أكبر فى الكتابة والتدوين.
No comments:
Post a Comment